قلت في وقت مضى:
" إن الصواب - حسب رأيي القاصر- في التعامل مع كتب الإمام ابن الجزري رحمه الله، هو أن :
" أعتبر كل كتابٍ؛ وحدة كاملة لوحده، غير مرتبط بما قبله أو بعده من مؤلفات الإمام،بمعنى: أنه يسجل في كل كتاب" اختياراً" من اختياراته" فيقرأ هو ويقرئ به، لا أن ما يذكره في المتأخر هو رجوع عن المتقدّم".
وكنت ذكرت بعض ما أراه دليلاً على هذا " المفهوم الشخصي" من خلال بعض نصزص " الدرة" و " التحبير" و " النشر" و " الطيّبة".
وأضيف الآن دليلاً آخر وهو متعلق ب" السكت العام ليعقوب على نحو العالمين" :
معلومٌ ما كتبتُه عن هذه المسألة، وقولي : إنها ليست من طرق النشر، بل هي خارجة عنه؛ وإنما نقرأ بها على أنها" اختيار" لابن الجزري ، لا أنها " نشرية".
والذي يضاف هنا بعد البحث:
ابن الجزري، رحمه الله، في أول نسخة من " طيبة النشر" لم يذكر فيها هذا السكت ليعقوب" ألبتة، بل اكتفى بالسكت على : عمّ وبابها، " هنّ" وبابها، و ( عليّ " وبابها، و" أسفى وحسرتا" فقط.
بينما قال في النسخة المشهورة من الطيبة"
" والبعض نقل ... بنحو عالمين موفون وقَلّ".
كما سبق بيان أن النسخة الأولى فيها:
الغنة في اللام والراء لشعبة، خلافاً للنسخة الأخيرة.
والله أعلم.
