رد مختصر على ادعاء مخالفة القراء المتأخرين للقراء المتقدمين

قال المقال:

(المسائل العشر الكبرى التي خالف فيها القراء المتأخرون إجماع المتقدمين من القراء):

قلت:
1- أين نص الإجماع من المتقدمين؟
2- أين القراءة التي خالف فيها المتأخرون المتقدمين.
وقال:

( كان السلف في القرون الأولى ومنهم القراء العشرة ورواتهم وتلاميذهم يكتفون بقراءة واحدة, )
قلت: هذا قولٌ تكذّبه كتب القراءات المسندة ، فنافع ، ولا شك أنه من السلف ومن القراء العشرة - لم يكتف برواية واحدة، وكذا غيره من العشرة ومن قبلهم ، وأولهم النبي ، ولولم يصح عنه هذا لما جاز لمسلم عامي فضلاً عن عالم أن يقول أنه قرأ كذا وكذا وهو لم يقرأ به!
ثم قال:
(ولا يدور بخَلًدِهم أن المؤمن يطلب منه أن يقرأ بقراءات مختلفة.)اهـ
قلت: وهذا لم يدر بخلد أحد من المتأخرين العالمين أيضاً، وعلى المدّعي بيان دليله.

وقال :

وكانوا لا يقرؤون ولا يقرئون بقراءات متعددة لا سبعاً ولا عشراً ولا غير ذلك) اهـ
وقلت: كم كنتُ أتمنى أن يكون هذا الكلام صحيحاً؛ لكن - أخي الكريم- الواقع الموجود في سير أخبارهم المسندة تقول عكس ذلك، وانظر إلى ما رواه أصحاب الكتب بأسانيدهم عن حفص والبزي والدوري والكسائي ( هؤلاء على سبيل المثال ) فستجد منقولات عنهم بقراءات مختلفة وكثيرة، ويكفي هذا في الرد على الزعم بأنهم لا يقرؤون ولا يقرئون بقراءات متعددة.
وقال:
(ولذلك يقال: قراءة نافع وقراءة عاصم وقراءة ابن كثير... وهكذا.)اهـ
وقلت: هذا قول غير صحيح؛ فليس السبب في قولهم قراءة فلان وفلان لأنه لم يكن يقرأ بقراءات متعددة، بل لأنه اقتصر في تدريسه عليها، ومع هذا أيضاً درّس كل مروياته فنافع أعطى لقالون ما لم يعطه لورش، وعلى زعم مقالك يكون أعطى أحدهما ما هو من عند الله، وأعطى الآخر ما هو من اجتهاد الأمة ، وهذا لم أره لغير هذا المقال.
وأخيراً:
القراءات العشر هي كلام الله تعالى المنزل على النبي  المنقولة إلينا بالتواتر والمتعبد بها، ويخاف على منكرها الكفر والعياذ بالله، وهي علمٌ وصل إلينا بالنقل المتواتر والتلقي والمشافهة لا الاجتهاد والظنّ.
ولا يقدح في تواترها إنكار عالمٌ " مفسّر" أو " محدّث" أو " نحويّ " في عصور النقل والرواية، فضلاً عن " دكتور " أو " شيخ " بروفسور " أو " باحث " ليس لهم من العلم إلا " الصحف" و " الكتب " .