الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد القائل:" من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفنّ مواقف التهم" وبعد:
قضيتُ الأيام الفائتة ( من يوم الثلاثاء – السبت ) في تواصلٍ بعضه على الخاص
هنا في الشبكة العنكبوتية ، وبعضه على " الواتس" وكان الموضوع المشترك
الذي تواصلت فيه مع ( 4 ) شيوخ فضلاء يدور حول هذين السؤالين:
1- أين أنتَ مما كتبه الشيخ عبد الحكيم
الفولي من تخطئته للإمام ابن الجزري رحمه الله؟
2- لماذا لم تردّ عليه وتدافع عن ابن
الجزري كما فعلت مع الدكتور أيمن سويد ؟ ( وأحد المشايخ الفضلاء عفا الله عني وعنه
قال: أقمتَ الدنيا ولم تقعدها )! فقلت له: ( ومالو يحبيبي خليتها لك ولغيرك تُقعدوها،
مش مشكلة، حبّة مني وحبة منكم) ( طبعاً محادثة في المزح).
وأقول بعد طلب التوفيق من الله تعالى:
أول شيء عملتهُ هو أني قمتُ بشكر هؤلاء المشايخ
حفظهم الله، لمعرفتي بحسن ظنهم بالعبد الضعيف، وما نقلوا لي ما رأوه مكتوباً في
الفيس بوك، أو سمعوه ضمن " القروبات" إلا من باب حبّ معرفة رأيي وجوابي
عن السؤالين المذكورين .
وأرى أنه من الواجب – دفعاً للتهمة عن العبد
الضعيف – بيان رأيي في ذلك كله، فقلت:
1- يعلم الله أني طلبت المقال للوقوف
عليه بنفسي وبنية الدفاع عن ابن الجزري في ما خُطّئ فيه إن كان مما له علاقة بما
رددتُ به على الدكتور أيمن سويد ( يعني مجال الأسانيد والقراءة ).
2- يعلم الله أني لم أرَ عبارة الشيخ عبد
الحكيم التي خطّأ فيها ابن الجزري رحمه الله، ودخلت صفحته فلم أر فيها الكلام
المقصود، ولو لم يرسلها لي عصر اليوم ( السبت 15/1/1441هـ ) أحد الفضلاء المشار
إليهم لما اطلعت عليها ولا قرأتها.
3- قرأت كلام الشيخ عبد الحكيم بواسطة ما
نقله عنه الشيخ فواز الدومي حفظه الله، فوجدت الشيخ يخطّئ ابن الجزري في رأيه في
المسألة المشهورة ( الفرجة والاطباق) ولم أر له أي تخطئة لابن الجزري في أيّ مسألة
متعلقة بالقراءة أو لها صلة بأسانيد ابن الجزري رحمه الله.
ولمّا كان هذا هو الموضوع بين الشيخين؛ أعني
الإمام ابن الجزري والشيخ عبد الحكيم، رفعتُ قلمي عن الدخول في هذا النقاش لسببين:
1- أني لا أتناقش مع أي أحد في مسائل
التجويد المبنية على الأداء الصوتي المتعلق بمخارج الحروف وصفاتها؛ وهذا مذهبي
قديماً وحديثاً، ويعرفه طلابي وكل من له صلة بي في مجال الإقراء، ويعلم الله
كثيراً ما يسألني الطلبة عن شرح كلام لأحد العلماء في المخارج والصفات، فيكون
جوابي له: أما الأداء الذي تلقيته عن شيوخي فهو كذا، أما الشرح "
النظري" فهذا يُسأل عنه الذين درسوا " علم الأصوات " فهم أعرف به
مني، ومع هذا أذكر شاهداً استحضرته الآن وهو:
العبد
الضعيف، كان أحد الذين أرسلت لهم مجلة الإمام الشاطبي كتاب" شرح المقدّمة الجزرية
" لأستاذنا العالم الجليل، الأستاذ الدكتور غانم قدّوري الحمد، حفظه الله ،
لتحكيمه تحكيماً أكاديمياً لبيان صلاحيته للطبع والنشر ( ولم أكن أعرف أن البحث
له) فكنت مما كتبت في التقرير المرفق لنتيجة البحث:
( البحث قوي ومتين وصالح للنشر في مجال الأداء
والتلقي، أما في مجال " علم الأصوات" الذي يظهر أن الباحث " متخصص
فيه" فإني أتحفظ على النتيجة فيه لعدم دراستي لهذا العلم وخصائصه، وكل علم
يُسأل عنه أهلُه) . وكان هذا الكلام قبل( 12 سنة تقريباً) وإذا اطلع أحدٌ ممن له
صلة بالمجلة المذكورة فله الحق عن صدق هذا الكلام.
2- أن " تخطئة " الشيخ عبد
الحكيم لابن الجزري، لم أطلع عليها بنفسي، وإنما وصلتني عن غيري، ممن له خصومات مع
الشيخ، ولم يتذكر فلان الجكني، إلا في هذه الحادثة، مما جعل هذا الموضوع شبهة
عندي، ليس المقصود منه " حب ابن الجزري" وإلا كانوا قد ردّوا على من
اتهمه بألفاظ أكبر من التخطئة !( ويعلم الله لا أقصد هنا أي واحد من المشايخ
الأربعة المذكورين) فمعرفتي بهم تزكيهم عندي وترفعهم عندي عن مقام الشبهات
والتُّهم) كما لا أقصد الشيخ فواز الذي قرأت المقال في صفحته( فهو لا يعرفني ولا
أعرفه وليس بيني وبينه إلا المحبة والود) وإنما أقصد بعض من قيل عنه أنه قال"
أين فلان الجكني) عفا الله عن فلان الجكني وعن كل أهل القرآن .
وختاماً :
أقول وأكرر :
1- ليس فلان الجكني ممن يكتبُ إرضاء لزيد
أو عمرو.
2- وليس ممن له ارتباط أو علاقة بأي
مجموعة أو فرقة أو تجمّع للمشايخ؛ فهم كلهم مني بمنزلة واحدة، مهما اختلفت معهم،
بل ومهما هجروني إرضاء لزيد أو عمرو.
3- إذا كان بعض المحبين لابن الجزري يرون
أن الرد على تخطئته في هذه المسألة فواجب الدفاع عنه ، وليكفوا أهل القراءات في
مسائل التجويد، كما كفاهم غيرهم مسائل الأسانيد.
هذا ما أحببتُ بيانه؛ ولولا الخوف من
إساءة الظن لما كتبته، والله شهيد، وعنده تجتمع الخصوم.
السالم الجكني
المدينة المنورة
السبت:15- 1 – 1441هـ


