مدونة بحور القراءات

مدونة تعنى بالقراءات القرآنية وفنونها

آخر المواضيع

الجمعة، 21 يونيو 2019

مرتبة فوق القصر المحض في الكامل للهذلي، وإنكار الدكتور أيمن سويد حفظه الله لها :



قال ابن الجزري رحمه الله، بعد أن ذكر مراتب قصر المنفصل :
"
وكذا ذكر أبو معشر الطبري، إلا أنه لم يذكر القصر المحض كما فعل صاحبه الهذلي " اهـ ( 2/1024)
علّق الدكتور أيمن سويد حفظه الله بقوله :
"
 بل كلاهما ذكر القصر"اهـ
أقول، والله الموفق:
 تكلمتُ في المسألة السابقة على تخطئة الدكتور أيمن سويد حفظه الله للإمام ابن الجزري رحمه الله في قوله :" إن أبا معشر لم يذكر مرتبة القصر المحض " .
 والآن أواصل الحديث في بيان خطأ الدكتور في رده على ابن الجزري في قوله :" إن الهذلي لم يذكر مرتبة القصر المحض ".
 وأنقل تعليق الدكتور أيمن سويد كاملاً ؛ ثم أبينّ أن الإمام ابن الجزري صادق في قوله، وأن الدكتور حفظه الله، لم يتمعن جيداً في سياق كلام الهذلي رحمه الله؛ وإلا لما اعترض به على الإمام رحمه الله.
قال الدكتور أيمن سويد حفظه الله :
 " وأما الهذلي فقال في ( كتاب الهمزة ) من كتابه الكامل:" ( هؤلاء ) يمدّ ( أولاء ) ولا يمدّ الهاء : حجازي غير سالم وورش، وبصري غير أيوب. اهـ ( وسيأتي أنها نفس عبارة الإمام الخزاعي رحمه الله ).
وقال أيضاً : " وقد عقد الهذلي في الكامل كتاباً سماه :"كتاب المد"، ذكر فيه مَن مدّ مِن القراء فزاد في مده على الطبيعي، وأما القصر فقال عنه في الكتاب المذكور: " واعلم أن هذا الوصف ( أي المد ) زيادة، وهو أن يكون بعد حرف اللين همزة نحو ( جاء – شاء – سيئت ) فإن لم تكن الهمزة فذلك تمكين وإشباع لا مد حقيقي وقد أتى هذا في التجويد " اهـ
قلت أنا العبد الضعيف الجكني:
أين ما يتعلق بالقصر في كلام الهذلي؛ الذي جاء به الدكتور في معرض الرد على ابن الجزري؟!
هذا قصور في النقل إذا كان الدكتور متأكد أن الهذلي ذكر ما يدل على عدم صحة كلام ابن الجزري!
وتدليس على القراء إذا كان في كلام الهذلي ما يؤكد صحة كلام ابن الجزري،والله المستعان.
ثم واصل الدكتور أيمن تعليقه قائلاً :
 " وقال في كتاب التجويد : " والتمكين إنما يثبت في كلمة فيها ألف ساكن مثل : قال .. أو ياء ساكنة مثل : ذيب ، وبير، وبيس، أو واو ساكن مثل : يومن ومأكول. هذا إن لم يأت بعد حروف المد واللين همزة، فإن أتى فلا بد من المد ؛ إن كان في كلمة فبالإجماع مثل( والقائلين – وخائفين ).. ثم وإن كان من كلمتين ( ففيه خلاف ) وسيأتي نحو ( في أنفسهم )اهـ بنصه( 2/1024-1025 الحاشية).
ثم ذكره مختصراً في (2/1029 حاشية 2) .
 وأقول ، والله الموفق :
 هذا التعليق ، عند التحقيق، كله كلامُ من لم يستوعب المسألة عند ابن الجزري، أو كلام من لم يتأنّ في إدراك طريقة الهذلي في تأليف كتابه " الكامل"، أو كلام من يريد التعليق لأجل التعليق، وهنا تكمن خطورة الشيوخ المشهورين؛ لأن العامة سيصدقون كل شيء يقولونه من باب " حسن الظن" بهم ، لكن عند المحققين لابد أن تسمّى الأمور بأسمائها!
الدكتور أيمن سويد حفظه الله جاء بثلاثة نصوص يستدل بها على أن الهذلي ذكر " مرتبة القصر المحض " اعتراضاً على الإمام ابن الجزري رحمه الله!
وأقول بكل صراحة :
 ليس في النصوص الثلاثة نصٌ واحد يدفع كلام ابن الجزري، بل هي نصوص مؤكدة قوله،ودالة بكل وضوح أن الهذلي:" لم يذكر القصر المحض في كامله"، وهذا بيانه:

أولاً :  قول الدكتور أيمن حفظه الله :
 " وأما الهذلي فقد ذكر في كتاب الهمزة ....الخ"
يجاب عنه :
 ما علاقة هذا الحكم؛ أعني القصر المحض، في باب الهمزة؟!
الإمام الهذلي رحمه الله، لم يأت بهذا المثال ليبيّن أصحاب المد والقصر في المد المنفصل البتة!
 وإنما جاء به ليبيّن أن هذه الكلمة ( هؤلاء ) بعينها لها حكمٌ خاصٌّ هو المذكور، وهذا الحكمُ لا علاقة له باختلاف القراء في المد المنفصل، والدليل على كلامي هذا؛ صنيعُ الهذليِّ نفسِه، ثم صنيعُ غيرِه من العلماء قبله، وبيان ذلك :
أولاً : الهذلي :
 صحيح إنه جاء بهذه الكلمة ( هؤلاء ) في كتاب " الهمزة " من كتاب الكامل؛ لكن الذي لم ينتبه إليه الدكتور هو أنّ :
 الهذلي جعل هذا الكتاب – كتاب الهمزة - لبيان اختلاف القراء في الكلمات المهموزة؛ من حيث التحقيق والتسهيل ، على اختلاف أنواعه، وأخذ في تفصيل كل ذلك متبعاً ترتيب المصحف الشريف من البقرة إلى آخر سورة فيها همزٌ مختلف فيه، وهي سورة قريش؛ بحيث يذكر في كل سورة الهمزاتِ التي اختلف فيها القراء سواء كان الهمز ساكناً أو متحركاً إلى غير ذلك .
 فلما انتهى من آخر سورة وهي سورة " قريش" في كلمة ( إلافهم ) ذكر ( بضع ) كلمات منها : " ها أنتم " و " هؤلاء " ثم بين خلاف القراء فيهما:
 والذي يعنيننا هنا هو كلمة " هؤلاء " والخلاف الذي ذكره الهذلي فيها هو على ثلاث قراءات :
1-   هاؤلاء" : بمد الهاء بالألف وبعده همزة، ومد " ألاء" بإثبات الهمزة في آخره.
2-   هَؤُلاء: بفتح الهمزة وحذف الألف بعدها ، والهمزةُ في آخره.
3-   هَوُلا" : بفتح الهاء وحذف الألف بعده وبإبدال الهمزة واواً، وبلا همزة في آخره" .
ولو أن الدكتور- كما قال هو نفسه في حق الإمام ابن الجزري -  قرأ بقية الباب، وتمعّن في المسألة لأدرك ذلك، وعرف أن تعقيبه على ابن الجزري بهذا المثال لا يصح، وأنقل هنا كلام الهذلي حتى تتضح المسألة :
 قال الإمام الهذلي رحمه الله :
 " هؤلاء" : يمد ( أولاء)، ولا يمد ( الهاء ) : حجازي غير سالم، وورش، وبصري غير أيوب.... الحريري عن يعقوب لا يهمز ( أولاء) ولا يأتي بالألف بعد الهاء، الباقون بالمد والهمز، وهو الاختيار لأنه أشهر.اهـ ( الكامل: 4/ 369 طبعة كرسي الشيخ يوسف عبد اللطيف جميل للقراءات )، ( مع الإشارة إلى أن كلمة " ولا " التي ذكرها الدكتور ليست في نسخ الكامل؛ لكنها موجود عند الخزاعي وغيره).
 فاتضح أن مراد الإمام الهذلي في قوله " يمد " أو " لا يمد " هو إثبات الألف بعد الهاء، أو حذفه؛ وليس مراده المد المنفصل أو غيره، والدليل على ذلك:
أ‌-      الإمام الهذلي رحمه الله لم يذكر الكلمة في سورتها ، ولا في أي سورة، مع أنها متعددة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم .
ب‌-  الإمام الهذلي نفسه لما أراد بيان خلاف القراء في هذه الكلمة من حيث المد والقصر؛ بين مراتب المد فيها في باب المد بالتفصيل ، كما سيأتي.
 ج- غيرُ مألوف، ولا متعارف عليه في التأليف أن يُذكر حكمُ بابٍ هو أصلٌ من أصول القراءات بمثال واحدٍ وفي باب لا علاقة له به.
 وإني أسأل : هل رأى أحدٌ في أي كتاب من كتب القراءات ذكرَ اختلاف القراء في المد والقصر في باب " الهمز المفرد أو الهمزتين من كلمتين أو غير ذلك ؟ 
 وهل يصح لنا أن نأخذ اختلاف القراء في المد والقصر عند الهذلي من ذكره لهذه الكلمة المذكورة استطراداً أو تتميماً في باب الهمز؟!
 هذا الحكم الخاص في كلمة ( هؤلاء ) ذكره العلماء قبل الهذلي في الفرش، وليس في الأصول؛ مما يدل على أنهم يعنون " خصوصيتها " لا على أنها مثال للقصر المحض أو عدمه، وإلا لاكتفوا بذكرها في أمثلة المد المنفصل، وهذه أمثلة للعلماء الذين ذكروا هذا الحكم لهذه الكلمة ، منهم :
1-   الإمام الخزاعي رحمه الله :
" هؤلاء : حجازي غير سالم وورش، وبصري غير أيوب لا يمدّون "ها "، ولم يختلفوا في مد " أولاء" حيث وقع " اهـ ( المنتهى : 2/630 سورة آل عمران ) اهـ ولاحظ التشابه بين عبارة الخزاعي والهذلي فلعله أخذها منه.
2-   الإمام ابن مهران رحمه الله :
" أبو جعفر ونافع ..( هؤلاء) بمدة واحدة، لا يمدون ( ها ) إلا على قدر خروج اللفظ، ويمدون ( أولاء) كأنهم يجعلونه كلمتين، الباقون يمدون بمدتين سواء في كل القرآن، ويعقوب برواية زيد يهمز همزة واحدة تمد مدة واحدة " اهـ ( المبسوط:128 سورة البقرة)
وقال :
 " هؤلاء: قالون وأوقية ويعقوب يمدون ( ها ) دون ( أولاء)، زيدٌ بمدة واحدة" اهـ ( الغاية :174سورة البقرة)
 والعجب أن الدكتور علّق على هذا النص بقوله :" ومعنى ( دون ) أي أقلّ " اهـ ( 2/1072)
3- الإمام الروذباري رحمه الله :
 " هؤلاء : يزيد وقالون وأوقية ويعقوب: يمدون ( ها ) دون ( أولاء) .... وقال الخزاعي: هؤلاء : حجازي ...( ثم نقل نص الخزاعي السابق .( الجامع : 2/331 سورة البقرة ).
فاتضح أن الإمام الهذلي أراد بهذه الكلمة غير ما أراده وفهمه الدكتور حفظه الله، والله أعلم .
4-   قال ابن فارس في جامعه : " أهل الحجاز والبصرة والولي عن حفص وقتيبة لا يمدون حرفاص لحرف، ولا يمدون ( بني) كما يمدون ( إسرائيل) ...وكذلك ( هؤلاء) : ولا يمدون ( ها) بل يمدون ( أولاء) تهـ ( الجامع: 171)
ثانياً : قال الدكتور أيمن حفظه الله :
 " وأما القصر فقال عنه – الهذلي -  في الباب المذكور : اعلم أن هذا الوصف...الخ" اهـ
أقول :
 نقلُ الدكتور لتعريف الإمام الهذلي للتمكين؛ يردّ عليه ما ذهب إليه سابقاً من أن التمكين ليس هو فوق المد الطبيعي، وأن المقصود به هو القصر المحض، وهذا مخالف لنص الهذلي نفسه ، وبيان ذلك كالتالي :
 قال الهذلي :
 " والتمكين إنما يثبت في كلمة فيها ألف ساكن مثل : قال وكان وذيب وبيس ويومن ومأكول ؛ هذا إن لم يأت بعد حروف المد واللين همزة.
قال الهذلي: فإن أتى فلا بد من المد، إن كان في كلمة فبالإجماع، وإن كان من كلمتين ( فبخلاف).اهـ ( كلمة : فبخلاف: ليست في النسخة الخطية من الكامل، بل هي من زيادات الدكتور على نصوص العلماء!)
فواضح أن الهذلي هنا يفرق بين المد في ( قال : ويسميه تمكيناً)، ولا مد فيه عنده، وبين المد في ( في أنفسكم ) وأنه فوق المد في ( قال ) ، والله أعلم .
ثالثاً :قول الدكتور أيمن سويد حفظه الله :
  " وقد عقد الهذلي في الكامل كتاباً سماه :"كتاب المد"، ذكر فيه مَن مدّ مِن القراء فزاد في مده على الطبيعي، وأما القصر ...الخ أقول:
 بيّنت قبل قليل أن عادة العلماء هو تحريرهم للمسألة – أي مسألة – في مظانّها لا في غير مظانها، كما هو في مسألتنا هذه – القصر المحض - ؛ إذ " مظانّها " أي بابها الذي يتكلم فيه علماء القراءات عنها، هو باب :" المد والقصر " أما غيره من الأبواب – حتى لو ذكرت فيه لعلة ما – فهو ما يسمى " لا مظانها ".
والآن :
عندنا الإمام ابن الجزري رحمه الله يقول : إن الهذلي رحمه الله، لم يذكر مرتبة القصر المحض.
 وعندنا الدكتور أيمن سويد حفظه الله ينفي ذلك، ويقول : إن الهذلي ذكر القصر المحض ! وذكر لنا أدلته التي جعلته يقول هذا ويجزم به، وهي :
1-   النص المذكور في كتاب الهمزة.
2-   النص المذكور في كتاب المد.
3-   النص المذكور في كتاب التجويد.
أما الأول : فقد بان بطلانه وخطؤه، وأنه نصٌ لا علاقة له بمسألتنا هذه ألبتة .
وأما الثالث : فهو نصّ واضح صريح بالقصر المحض، لتفرقة الهذلي بين حرف المد المصاحب للهمزة عن غير المصاحب للهمزة الذي حكم أنه " لا مد " فيه " وجليٌ وواضح أن الهذلي لا ينكر المد في " قال، و كان "، فكيف نقول إنه لا يمد ( قال ) ويمد ( في أنفسكم ) !
ومع أن الدكتور حفظه الله، نقل لنا هذا النص ، لكن لم يفسره هذا التفسير، وأنا لا أناقشه في هذا.
 فليس هذا النص هو الذي اعتمد عليه ابن الجزري رحمه الله في قوله " إن الهذلي لم يذكر القصر المحض " ، بل دليل ابن الجزري أوضح من هذا.
 فإن قيل : أين هذا الدليل الصريح الذي اعتمد عليه ابن الجزري من كلام الهذلي في نفي القصر المحض ؟
فالجواب:
 قال الهذلي رحمه الله :
  " الثالث : أن يكون من كلمتين نحو " بما أنزل "...فأطول القراء مداً ورش طريق الأزرق... ومده مقدار ست ألفات ... ثم دون ورش الزياتُ ...ثم باقي أصحاب حمزة ... بمقدار أربع ألفات ... أما أبو بكر....فمقدار ثلاث ألفات..أما اليزيدي ..والسوسي وأهل مكة غير القواس وباقي أصحاب حفص... فمقدار ألفين ونصف .... هذا حكمهم في المد" اهـ ( الكامل : 4/407-409 ) .
و لم يذكر الإمام الهذلي أي مرتبة دون هذه المرتبة ( ألف ونصف ) وهي صريحة وواضحة في " القصر غير المحض؛ لأن القصر المحض عند الجميع – حتى الدكتور أيمن – هو ألف واحدة. 
 والعجب – وهذه عبارة يذكرها أحياناً الدكتور أيمن سويد عندما يظنّ أن ابن الجزري وهم في شيء أو غفل عنه – أن الدكتور نفسه لم ينقل لنا كلام الإمام الهذلي هذا، وهو نصٌّ في المسألة؛ أعني عدم ذكر الهذلي للقصر المحض !
 والأعجب من ذلك: أن الدكتور حفظه الله، نقل الكلام الذي يليه مباشرة وهو :" واعلم أن هذا الوصف ...".
هذا ما سمح به الوقت في هذه المسألة، التي يمكن تلخيصها في كلمة واحدة من كلام الهذلي تبين صدق ابن الجزري ، وخطأ الدكتور أيمن سويد في قوله :" إن الهذلي ذكر القصر المحض!، وهي قوله :
 "  أما اليزيدي ..والسوسي وأهل مكة غير القواس وباقي أصحاب حفص... فمقدار ألفين ونصف .... هذا حكمهم في المد" اهـ ( الكامل : 4/407-409 ) .
 والآن : على الدكتور أيمن حفظه الله أن يأتينا بنص عن الهذلي فيه ذكر لمرتبة القصر بألف واحدة، وإلا فعلينا التسليم بنقل ابن الجزري رحمه الله.
تتميم:
 جلّ العلماء الذين وقفت على كلامهم بعد ذكرهم هذه المراتب؛ ذكروا أن " المشافهة هي التي تحكم ذلك " .
استدراك في المسألة :
 قال ابن الجزري :
 " المرتبة الثانية : فويق القصر قليلاً: وقدرت بألفين، وبعضهم بألف ونصف، وهو مذهب الهذلي"اهـ ( 2/1039)
علق الدكتور أيمن سويد:
 "قال ابن الجزري ذلك استنباطاً من الكامل لأن الهذلي قدّر آخر مرتبة ذكرها قبل هذه المرتبة بألفين ونصف، فحذف ابن الجزري منها ألفاً فبقيت ألفاً ونصفاً، أما الهذلي فقدّر هذه المرتبة بقوله: " وأقل الناس مداً" ومعلوم أن أقل مقدار منضبط في المد هو فويق القصر"
قال : وعليه فيكون قول الهذلي :" وأقل الناس مداً " معادلاً لثلاث حركات، وهي مرتبة فويق القصر، والله أعلم " اهـ بنصه( 2/1039حاشية 2).
قلت :
هذا نص صريح من الدكتور أن أقل المد المنفصل عند الهذلي هو فويق القصر كما قال ابن الجزري؛ وليس القصر المحض كما ادعاه فضيلته!

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Powered By Blogger

Translate

التصنيفات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *