قال الإمام أبو بكر الروذباري ( ت بعد 489هـ ) رحمه الله:
سمعت أبا بكر المروزي-رحمه الله- يقول: سمعت أبا الفضل
الخزاعي يقول:
لقد لزمنني لإخواننا المقرئين، وأتباعهم المستفيدين تعريف
شروط الرئاسة وخلود السياسة، إذ ليس كل مقرئ يقوم بمعرفة الواجب عليه في سيرته،
كما أن ليس كل تلميذ يقف على ما يلزمه في لقيته.
والصفةُ التي يستحق
بها المقرئ أن يسمى مقرئاً هي:
أن يعرف خطأ لفظ
القارئ في الكلمة التي يريد ردها عليه، ثم يلفظ هو بها على صفة الفساد، ثم يتفوه
بها من بعد ذلك على الصواب.
ويدل على موضع
الخلل بذكره القارئ ثم على صواب قوله دون قول غيره.
ويبتدئ أمره بإخلاص النية لله تعالى فيما يرتسم به لا للذكر
والاستطالة والكبر، مستصحبا للتواضع، وترك العجب والترافع، ويحتسب في إقراء الناس،
ويجتهد في تعليمهم، ويصّبر نفسه عليه متقربا إلى الله تعالى بذلك مبتغياً للثواب
من عنده.
ولا يلتمس بتعليمه وإقرائه شيئاً من حطام الدنيا، ولا شيئاً
من وجوه الرئاسات، والافتخارات، وصرف وجوه الناس إلى نفسه.
ولا يتكبر على
المتعلم بل يخلص النية لله تعالى فيتواضع لمن يعلمه.
وأحبُّ أن يكون
حسناً، وللأدناس مجانباً، وأن يكون فصيحاً عالماً بكتاب الله، حسن البيان له وعندَهُ،
صَدُوقاً فيما يحكيه، متقناً لتأدية مايرويه، غير مستنكف عن الإقرار بما لم يعلم
إذا سئل، وليكن عزيزاً فيما يؤخذ عنه غير متملّق، كذلك روي عن ابن عباس رضي الله
عنه أنه قال : ذللتُ طالباً، فعززت مطلوباً"اهـ ( جامع القراءات: 2/260)
تحقيق د. حنان بنت عبدالكريم العنزي.


